الكنيسة والأفخارستيا :
الكنيسة وجدت خلال سر الأفخارستيا ونالت كيانها وحقيقتها خلال هذا السر المقدس...
وأيضاً الأفخارستيا هى ذبيحة الكنيسة.. فمتى اجتمع المؤمنون... كان اجتماعهم لكسر الخبز (التناول من جسد الرب ودمه)، فنسمع عنة الكنيسة الأولى: "كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" (أع 42:2).
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
"كانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة (صلاة المزامير)، وإذ هم يكسرون الخبز (الأفخارستيا) فى البيوت، كانوا يتناولون الطعام (الأغابى) بابتهاج وبساطة قلت" (أع 46:2)، "وفى أول الأسبوع، إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً" (أع 7:20).
والسيد المسيح نفسه هو الذى يقدم ذبيحته بيده فى كنيسته كل يوم، إذ هو الكاهن والذبيحة وهو الله الذى يقبل الذبيحة...
"هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا" التسبحة السنوية وهو مازال مستمراً وعاملاً فى الكنيسة بذبيحته..
ليس أن الأفخارستيا تكراراً لصليب السيد المسيح بل استمراراً له وامتداد لمفعوله.
والكنيسة إذ ترى عريسها المحبوب يقدم ذاته عنها على المذبح فى كل يوم... تتشجع وتقدم حياتها للرب بالتسبيح والنسك والخدمة وأيضاً بالاستشهاد إننا نستمد القوة على الاستشهاد من ذبيحة الأفخارستيا.
إذ "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يو 19:4).
حياة السيد المسيح مصلوبة برهان حبه لنا إذ "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3).
وحياتنا نحن مصلوبة معه برهان حبنا له...
هذا الصليب الى تحمله الكنيسة كل يوم وتتبع السيد المسيح... يتجلى فى ذبيحة الأفخارستيا فندخل إلى المذبح، عند الجلجثة ونرتفع معه إلى السموات... نقدم له... التوبة بانكسار القلب، ونقدم له لمهارة الجسد، والنفس والروح، ونقدم له جسداً مصلوباً بالصوم الانقطاعى، حسابين فى أنفسنا أننا نمات من أجله كل النهار...
وكذلك تدخل الكنيسة إلى المذبح حاملة معها ذبيحة بسيطة (من خبز وخمر وماء) تقدمها برهان الشكر وقبول نعمة الله فى حياتنا... وبرهان الحب والاعتراف بأن الله هو صاحب هذه العطايا "نقرب لك قرابينك من الذى لك".
وتتيقن الكنيسة أنها لم تقدم بعد شيئاً يذكر... فما هو صومى؟ وما قيمة تعبى؟.. وكيف أتكلم عن طهارة الجسد أو عن تعب جهادى؟
لذلك لا تشبع الكنيسة إلا بتقدمه عريسها السماوى على المذبح المقدس الإلهى ليس لدينا ما نقدمه غير السيد المسيح نفسه، الذى هو حياة العالم..
على المذبح تدرك الكنيسة أنها جسد السيد المسيح المذبوح، ونحن أعضاؤه حاملى سمات آلام.. فالمعمودية والميرون جعلان له أعضاء.. وبتناول جسده ودمه المبذولين.. ننمو يوماً فيوماً إلى قياس قامة ملء السيد المسيح.