بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
?? الإنسان البشوش، حتى إن حاربته الأحزان من كل جانب، يقول لنفسه: " وما ذنب الناس في أن يروني عابس الوجه فيحزنوا؟! " لذلك فهو في نبل نفسه ـ إن أدركه الحزن ـ يحتفظ به لذاته وحده. ويقدم بشاشته للآخرين. فهو لا يشركهم في الحزن بل في الفرح ...
الإنسان البشوش لا يسمح للمشاكل بأن تحصره داخلها. إنما يكسر دائرتها، ويفتح له باباً ليخرج منها.
الإنسان البشوش ينتصر على المتاعب، ولا تنتصر المتاعب عليه ... إنه لا يقع في الحصر النفسي، ولا تكون نفسه عدوة له في داخله. وهنا يكون عقله صديقاً له، ودائماً يريحه. أمَّا الكئيب، فعقله يكون ألدّ أعدائه، لأنه يصوّر له متاعب، رُبَّما لا وجود لها. ودائماً يضخّم له ما يمكن أن تنتظره من مشاكل. ويغلق أمامه أبواب الحلول..! وإن أراد أن يخرج من بيته، يقول له: لا تنس المتاعب التي ستقابلك
الإنسان البشوش حقاً، هو الذي يتمتع بالبشاشة الداخلية. فهو ليس فقط بشوشاً
في مظهره، من الخارج. بل البشاشة تملك أعماق قلبه وفكره، وتنبع من داخله. فلا يحمل همَّاً...
الإنسان البشوش يحب أن يكون جميع الناس بشوشين مثله. فلذلك هو يحاول دائماً أن ينسيهم أحزانهم، ويشع فيهم الإطمئنان، ويبحث عن حلول لمشاكلهم، ويعطيهم تعليلاً مريحاً لكل الضيقات، ويجلب البهجة لهم مهما حدث.